فهرس الكتاب
الصفحة 2388 من 2479

وتقريره: إن المقصود من جميع كتب الله المنزلة. إما تقرير الدلائل على التوحيد والنبوة والمعاد. وإما الأمر والنهي، والمدح والذم، والثواب والعقاب.

وإما القصص [1] لإرادة أن يعتبر المكلف، فيحترز عن مخالفة تكاليف الله تعالى. فهذه هي المعاقد الكلية، والمطالب الأصلية من كتب الله المنزلة. وكلها مبطلة للقول بالجبر. أما تقرير الدلائل على التوحيد والنبوة والمعاد وسائر المطالب، فالكل على مذهب الجبر عبث باطل. لأنه تعالى إن كان قد خلق العلم والمعرفة بتلك الأشياء، فلا حاجة به البتة الى معرفة الدلائل. وإن كان الله لم يخلق العلم في المكلف، لم ينتفع المكلف البتة بشيء من تلك الدلائل.

فعلى كلا التقديرين [يكون [2] ] نصب الدلائل وتقريرها وإيضاحها: عبثا ضائعا، على مذهب الجبر. وأما الأمر والنهي فهو أيضا ضائع على مذهب الجبر. لأن الأمر والنهي إنما يحسنان إذا كان المأمور والمنهي قادرا على الفعل، متمكنا منه. ألا ترى أن من قيد يداه ورجلاه ورمي من شاهق جبل، ثم أمر بالرجوع، أو نهي عن النزول: كان ذلك سفها وعبثا. ولو كان [كل [3] ] فعل: خلقه الله تعالى، لكان جميع تكاليف الله تعالى كذلك. لأن الذي خلقه

(1) التقصيص (م) .

(2) زيادة.

(3) زيادة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام