فهرس الكتاب
الصفحة 53 من 2479

[71]المقدمة في بيان معاقد ضبط هذا الباب

اعلم أنا إذا أردنا إثبات موجود لا تحكم بوجوده حواسنا، ولا تحكم بوجوده أيضا فطرة [1] نفوسنا وعقولنا، فهذا مما لا سبيل إليه إلا بطريق واحد، وهو أن يحكم عقلنا الصريح بأن هذه الموجودات التي نحكم بوجودها بحسب حواسنا، وعقولنا، محتاجة إما في وجودها، أو في وجود صفة من صفاتها إلى وجود موجود غائب عن حواسنا وأوهامنا، وبهذا الطريق يتمكن العقل من إثبات ذلك الموجود الغائب. إذا عرفت هذا فنقول: منشأ الحاجة إما الإمكان، وأما الحدوث، وإما مجموعهما، فهذه أحوال ثلاثة وهي إما أن تعتبر في الذوات أو في الصفات، فللمجموع طرق ستة:

أولها: إمكان الذوات.

وثانيها: إمكان الصفات.

وثالثها: حدوث الذوات.

ورابعها: حدوث الصفات.

وخامسها: مجموع الإمكان والحدوث في الذوات.

وسادسها: مجموع الإمكان والحدوث في الصفات.

فهذه هي الطرق التي يمكن الاستدلال بها على إثبات موجود واجب الوجود لذاته وهذا تمام الكلام في هذه المقدمة.

(1) فطرتنا وعقولنا (س) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام