فهرس الكتاب
الصفحة 1237 من 2479

[69]الفصل الخامس في التفحص عما قيل من أن الزمان كم متصل. وبيان أن ذلك ليس بحق

احتج [1] القائلون بأن الزمان كمّ متصل بأن قالوا: قد ذكرنا أن الزمان قابل للمساواة والمفاوتة، وكل ما كان كذلك فهو كم، فالزمان كم، وكل كم فهو إما متصل أو منفصل، لا جائز أن يكون [الزمان [2] ] كما منفصلا، لأن كل كم منفصل فهو مركب من الوحدات، فلو كان الزمان كما منفصلا، لكان مركبا من آنات متلاصقة، ودفعات متعاقبة، ولو كان الأمر كذلك، لزم كون الحركة مركبة من أمور متتالية، كل واحد منها لا يقبل القسمة، لأن الواقع من الحركة في الآن الواحد، إن كان منقسما كان وقوع النصف الأول من تلك الحركة، متقدما على وقوع النصف الثاني منها، فحينئذ ينتصف ذلك الآن، لكنا فرضنا أن ذلك الآن غير منقسم [هذا خلف. فثبت أن القدر الحاصل من الحركة في الآن الواحد غير منقسم [3] ] فلو كان الزمان مركبا من الآنات المتتالية، لكانت الحركة مركبة من أمور غير منقسمة، ولو كان الأمر كذلك لكان الجسم مركبا من الأجزاء التي لا تتجزأ، لأن المقدار من المسافة الذي يتحرك عليه في الآن، الذي لا ينقسم، بالجزء الذي لا يتجزأ من الحركة، إن

(1) وبيان أن ذلك حق (س) .

(2) من (س) .

(3) من (ط، س) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام