فهرس الكتاب
الصفحة 2061 من 2479

[123]الفصل الخامس في بيان أن اثبات النبوة بهذا الطريق أقوى وأكمل من اثباتها بالمعجزات

اعلم [1] : أن التمسك بطريق المعجزات من باب برهان الإنّ. وهو الاستدلال بالأثر على المؤثر على سبيل الاحتمال [2] فإنا نعرف بظهور المعجز عليه عليه السلام كونه مشرفا عند الله على سبيل الإجمال. من غير أن نعرف كيفية ذلك الشرف. وأما هذا الطريق الثاني فهو من باب برهان العلم. وذلك لأنا بينا: أن الأمراض الروحانية غالبة على أكثر النفوس [فلا بدلهم من طبيب. ونشاهد: أن هذا الرجل معالج ويؤثر علاجه ويفيد الصحة بقدر [3] ] الإمكان. فهذا يدل على كونه طبيبا حاذقا في هذا الباب. وحينئذ يظهر: أن هذا الإنسان لا حاجة به في معرفته، إلى أن يكون عالما بدقائق [المنطق والطب والهندسة والحساب. بل كونه عالما بها. مستغلا باستنباط دقائقها [4] ] مما يضره في كونه مستغرقا في معرفة الله تعالى. وعند هذا تزول جملة الشبهات المذكورة في باب نفي النبوات. فإنه دلت المشاهدة على أن محمدا عليه السلام كان طبيبا حاذقا في علاج هذه الأمراض كما بيناه، بل كان روحه قدرت على قلب طبائع أهل الدنيا، فنقلهم من الباطل إلى الحق، ومن الكذب إلى الصدق، ومن

(1) الخامس عشر في بيان إثبات النبوة كما حصلت لمحمد عليه الصلاة والسلام (ت) .

(2) الإجمال (ت، ط) .

(3) سقط (ت) .

(4) من (ل) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام