[335] النوع الثالث عشر للقوم التمسك بقوله تعالى: ومنْ يكْسِبْ خطِيئةً. أوْ إِثْماً ثُمّ يرْمِ بِهِ برِيئاً فقدِ احْتمل بُهْتاناً وإِثْماً مُبِيناً [1]
ووجه الاستدلال به: أن هذه القبائح والفواحش. إما أن يكون فاعلها هو الله تعالى [أو العبد. فإن كان فاعلها هو الله تعالى [2] ] كان العبد بريئا عن فعلها وتحصيلها. ثم إن الله تعالى نسبها إلى العبد، لأنه وصف العبد بكونه سارقا زانيا كافرا. فلزم أن يكون تعالى قد رمى العبد بهذه الأمور مع [أنه يعلم [3] ] أنه بريء عنها. فيلزم أن يقال: إنه تعالى احتمل بهتانا وإثما مبينا. ومعلوم: أن كل من قال بذلك فهو كافر. وأما إن كان فاعل هذه القبائح والفواحش هو العبد، كان الله بريئا عن فعلها.
فالمجبرة اللذين رموا إله العالم بفعل هذه القبائح مع أنه تعالى بريء عنها، وجب أن يدخلوا تحت قوله تعالى: فقدِ احْتمل بُهْتاناً وإِثْماً مُبِيناً.
والجواب: إن هذه الأمور أفعال للعباد من حيث إنه إنما حصلت عن قدرتهم ودواعيهم، وأفعال الله تعالى من حيث إنها موجبة عن فعل الله تعالى، وهو مجموع القدرة مع الداعي، وحينئذ يسقط هذا السؤال عنها.
(1) سورة النساء، آية: 112.
(2) من (ل) .
(3) من (م، ل) .