فهرس الكتاب
الصفحة 189 من 2479

أعلم: أن جمهور المتكلمين اتفقوا على أن مجرد الحدوث يكفي في صحة الاستدلالات به على وجود الفاعل. إلا أن القائلين [1] . بهذا القول فريقان:

أحدهما: الذين قالوا: العلم بافتقار المحدث [إلى المحدث] [2] علم ضروري. وهذا قول «أبي القاسم الكعبي» [من المعتزلة] [3] وقول طائفة عظيمة من أهل الإسلام.

والثاني: قول من يقول: العلم بافتقار المحدث إلى الفاعل والصانع:

علم استدلالي. لا يتم إلا بعد الدليل. وهو قول «أبي علي» و «أبي هاشم» وأصحابهما من المعتزلة. أما «الكعبي» فكان يقول: «إنا نرى العقلاء متى أحسوا بحدوث حادث، طلبوا له سببا وعلة، من غير توقف ولا تأمل.

فعلمنا: أن العلم بافتقار المحدث إلى المؤثر والمرجح: علم بديهي، مركوز في عقول العقلاء» ولقائل أن يقول: بديهة العقل تحكم بأن الحادث لا بد له من سبب حادث. ولا يكتفي باستناد حدوث الحادث، إلى سبب كان موجودا قبل ذلك بشهور وسنين. ألا ترى أن من سمع حدوث صوت، فإنه يطلب له علة

(1) القائل (س) .

(2) من (س) .

(3) ليس (س) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام