فهرس الكتاب
الصفحة 1675 من 2479

[141]الفصل الأول في أن النفوس هل هي متحدة في الحقيقة والماهية أم لا؟

لقد عظم اختلاف الناس في هذا الباب: فذهب جمع عظيم من قدماء الفلاسفة: إلى أن النفوس الإنسانية والحيوانية: متساوية في تمام الماهية، وأن اختلاف أفعالها وإدراكاتها [إنما حصل [1] ] بسبب اختلاف آلاتها وأدواتها، فلو كان دماغ سائر الحيوانات مساويا لدماغ الإنسان، لكانت نفوس سائر الحيوانات مساوية للنفوس الإنسانية في التعقلات والتفكرات، ولو كان لسان سائر الحيوانات، مساويا للسان الإنسان. لكان مساويا له في قوة النطق. فهذا مذهب قال به بعض الناس.

وأما الشيخ [الرئيس [2] ] «أبو علي بن سينا» : فإنه زعم أن نفوس سائر الحيوانات قوى جسمانية، وليست جواهر مجردة. وأما النفوس الناطقة البشرية فإنها جواهر مجردة في ذواتها. ثم زعم: أنها بأسرها متساوية في تمام الماهية والحقيقة، ولما شاهدنا اختلاف الناس في الذكاء والبلادة، والأخلاق الفاضلة والمذمومة. زعم [3] : أن ذلك الاختلاف إنما حصل بسبب اختلاف الأمزجة البدنية. فمن كان صفراوي المزاج، كان الفرح وحسن الأخلاق غالبا

(1) سقط (م) .

(2) سقط (م) .

(3) من (ل) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام