فهرس الكتاب
الصفحة 2370 من 2479

[255]الفصل الأول في حكاية قول من يقول العلم الضروري حاصل بكون العبد موجدا

قد نقلنا في أول المسألة: أن «أبا الحسين» يدعي العلم الضروري بأن العبد موجد لأفعال نفسه واحتجوا على أن العلم الضروري حاصل بذلك بوجوه ثلاثة:

الأول: إن كل عاقل يعلم من نفسه: أن وقوع تصرفاته موقوف على دواعيه [ولولا دواعيه [1] ] لما وقع شيء منها. فمتى اشتد به الجوع، وكان تناول الطعام ممكنا، فإنه يصدر منه تناول الطعام. ومتى اعتقد أن [في [2] ] الطعام سما، ينصرف عنه. وكذلك يعلم من غيره من العقلاء، الذي أحوالهم سليمة: أنه يجب وقوع أفعالهم بحسب دواعيهم. فإن الولد العاقل السليم إذا علم ما له من المنفعة في شرب الماء، حال شدة عطشه، ولم يمنعه منه مانع، فإنه يصدر منه الشرب، لا محالة. ومتى علم ما له من المضرة في دخول النار، فإنه لا يدخل فيها. وإذا كان معنى الموجد للشيء: هو الذي يحدث منه الفعل، موافقا لدواعيه، ثبت أن العقلاء قد يعرفون [3] ببدائه عقولهم كون العبد كذلك. علمنا: أن علمهم بكون العبيد محدثين لتصرفاتهم: علم ضروري.

(1) من (ط، ل) .

(2) سقط (م) .

(3) يعرف في بداية عقولهم (م) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام