فهرس الكتاب
الصفحة 1369 من 2479

[30] المتتالية. وأما نحن فإنا نقيم الدلالة على أنه يجب أن تكون الحركة مركبة من حصولات متعاقبة في أحياز متلاصقة، وعلى أن الزمان [مركب من آنات [1] ] متتالية متعاقبة. ثم نفرع عليه: أن الجسم يجب أن يكون مركبا من الأجزاء التي لا تتجزأ. فلتكن هذه المقدمة معلومة.

ثم [نقول [2] ] مطالب هذا الفصل محصورة في ثلاثة أنواع: أحدها: تقرير الدلائل على أن الحركة مركبة من حصولات متعاقبة، بحيث يكون كل واحد منها غير قابل للقسمة أصلا.

وثانيها: تقرير الدلائل على أن الزمان مركب من آنات متتالية متلاصقة، بحيث لا يكون شيء منها قابلا للقسمة [أصلا [3] ].

وثالثها: تقرير أنه متى كان الحال في الحركة وفي الزمان على ما ذكرناه، فإنه يجب كون الجسم مؤلفا من أجزاء، كل واحد منها لا يقبل القسمة أصلا.

أما النوع الأول:

وهو ذكر الدليل على أن الحركة عبارة عن حصولات متعاقبة، في أحياز متلاصقة، بحيث يكون كل واحد منها غير قابل للقسمة.

فنقول: الذي يدل على صحة ما قلنا وجوه:

الحجة الأولى: أن نقول: الجسم لم يكن متحركا، ثم صار متحركا.

فالحركة أمر موجود في نفسها. إذ لو لم يحدث في الجسم حال كونه متحركا، أمر من الأمور. لزم أن يقال: إنه في نفسه بعد الحركة، كما كان قبل الحركة.

[لكنه قبل الحركة غير متحرك، فهو بعد الحركة [4] ] غير متحرك. فالمتحرك غير متحرك. هذا خلف. فثبت: أن الحركة أمر موجود. ثم نقول: لا يخلو

(1) من (ط) .

(2) من (ط) .

(3) من (م) .

(4) من (م) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام