أما تقرير السؤال الأول: فهو أن نقول: الممكن هو الذي يقبل الوجود، ويقبل العدم، إلا أنا نقول: الذي يكون كذلك على قسمين:
أحدهما: أن يكون قبول الماهية للوجود والعدم على السوية من غير تفاوت (أصلا) [1] .
والثاني: أن يكون قابلا (لهما) [2] ، إلا أن أحد الطرفين يكون أولى بتلك الماهية من الطرف الآخر، إذا عرفت هذا فنقول: لم لا يجوز أن يقال:
إن هذه الممكنات وأن كانت موصوفة بالإمكان، بمعنى أن صفاتها قابلة للعدم وللوجود، إلا أنها غنية عن السبب وعن المؤثر، وذلك لأجل أن الوجود أولى بها من العدم، فهذه الماهيات لأجل كونها قابلة للوجود وللعدم، تكون من جملة الممكنات، إلا أنها لأجل أن الوجود أولى بها من العدم تكون غنية عن السبب، فما لم تقيموا البرهان على فساد هذا الاحتمال، لم يتم ما ذكرتموه من الحجة والبرهان، ثم نقول: الذي يدل على أن حصول هذه الأولوية معقول جملة وجوه:
الأول: الموجودات السيالة، كالزمان والحركة والصوت، لا شك أن
(1) من (ز) .
(2) من (ز) .