اعلم: أن كلام القوم مشعر بأنهم أثبتوا لكل فلك روحا كليا، يدبر ذلك الفلك. وأثبتوا أيضا: أرواحا كثيرة متشعبة من ذلك الأصل. ومثاله:
أنهم أثبتوا للعرش روحا، هو النفس الكلية التي يسري أثرها في جميع الأجسام الموجودة في داخل هذا الفلك. وهو المسمى بالروح الأعظم.
ثم أثبتوا أرواحا كثيرة متشعبة منها ومتعلقة بأجزاء الفلك الأعظم، وبأطرافه. كما أن النفس الكلية المدبرة للبدن شيء واحد ثم إنه انشعبت عنها قوى كثيرة، كل واحدة منها يتعلق بجزء من أجزاء البدن. مثل: أنه حصل في كل عضو جاذبة تليق به، وماسكة تليق به [ورعاية تليق به [1] ] وكذا القول في سائر القوى. والقرآن العظيم مشعر بهذا المعنى، حيث قال تعالى: يوْم يقُومُ الرُّوحُ، والْملائِكةُ: صفًّا [2] فالمراد بالروح: النفس [الفلكية [3] ] المدبرة لكل جسم العرش، وأما الشعب المنفصلة منها، المتعلقة بأجزاء العرش وأبعاضها، فهي المراد من قوله تعالى: وترى الْملائِكة حافِّين مِنْ حوْلِ
(1) سقط (ط) ، (ل) .
(2) النبأ 38وفي تفسير القرطبي أن للعلماء في الروح ثمانية أقوال هي: 1ملك من الملائكة 2جبريل عليه السلام 3جند من جنود الله ليسوا بملائكة 4أشراف الملائكة 5حفظه على الملائكة 6بنو آدم، أي ذوو الروح 7أرواح بني آدم تقوم
(3) سقط (ط) ، (ل) .