اعلم: أن هذه النفوس البشرية. فيها ثلاث [1] مراتب في الاحتمالات: أحدها: [أن نقول [2] ] إنها ليست محدثة. وليست أيضا ممكنة. بل هي أشياء واجبة الوجود لذواتها.
وثانيها: أن يقال إنها ليست واجبة الوجود لذواتها، إلا أنها قديمة أزلية. كما يقول الفلاسفة في العقول الفلكية [والنفوس الفلكية [3] ].
وثالثها: أن يقال: إنها لا واجبة ولا أزلية، بل هي ممكنة لذواتها، محدثة حدوثا زمانيا.
أما القول الأول: فالدليل على بطلانه: الدلائل المذكورة في أن واجب الوجود لذاته، ليس إلا الواحد.
وأما القول الثاني: وهي أنها قديمة. فالقول فيه قد سبق.
وأما القول الثالث: وهو أنها ممكنة لذواتها، محدثة زمانيا [4] ] فنقول: لما
(1) ثلاثة احتمالات (م، ط) .
(2) من (طا، ل) .
(3) من (طا، ل) .
(4) زيادة.