اعلم [1] : أنا بينا: أن الإنسان له قوتان: قوة نظرية ترتسم فيها صور المعقولات من عالم المفارقات. وقوة عملية، يقدر بها على التصرف في عالم الجسمانيات.
فالمعجزة الصادرة عن القوة العاقلة الشاعرة: كونه آتيا بالإخبار عن المغيبات. والمعجزة الصادرة عن القوة العملية: كونه آتيا بالأفعال الغريبة الخارقة للعادة.
أما النوع الأول: فطريق الفلاسفة في تقريره:[أن قالوا: قد عرفنا بأن الحس المشترك على وجهين:
أحدهما: أن الحواس الظاهرة [2] ] إذا أخذت صور المحسوسات الموجودة في الخارج. وأدتها إلى الحس المشترك، فحينئذ تنطبع تلك الصور في الحس المشترك، وتصير مشاهدة له.
والثاني: إن القوة المتخيلة التي من شأنها تركيب الصور بعضها بالبعض. إذا ركبت صورة، فإن تلك الصورة قد تنطبع في الحس المشترك،
(1) الفصل السادس عشر في (ت) .
(2) سقط (ت) .