فهرس الكتاب
الصفحة 2059 من 2479

[121]الفصل الرابع في بيان أن محمدا عليه الصلاة والسلام أفضل من جميع الأنبياء والرسل

أعلم [1] أنا بينا: أن الرسول هو الذي يعالج الأرواح البشرية، وينقلها من الاشتغال بغير الله تعالى، إلى الاشتغال بعبادة الله تعالى. ولما كان المراد من الرسالة والنبوة: هو هذا المعنى، فكل من كان صدور هذه الفوائد عنه أكثر وأكمل، وجب القطع بأن رسالته أعظم وأكمل. وإذا عرفت هذا، فنقول:

إن تأثير دعوة موسى عليه السلام كانت مقصورة على بني إسرائيل فقط [2] وأما دعوة عيسى عليه السلام فكأنه لم يظهر لها تأثير إلا في القليل القليل، وذلك لأنا نقطع بأنه عليه السلام ما دعا إلى الدين الذي يقول به هؤلاء النصارى، لأن القول بالأب، والابن [وروح القدس: قول بالتثليث [3] ] والتثليث: أقبح أنواع الكفر، وأفحش أقسام الجهل، ومثل هذا لا يليق بأجهل الناس، فضلا

(1) في (ت) : الفصل الرابع عشر.

(2) علماء المسلمين اختلفوا في دعوة موسى عليه السلام. فبعضهم قال: كانت عالمية بدليل أن فرعون وقومه دعاهم موسى إلى الإيمان، وبدليل أن ملكة سبأ أسلمت مع سليمان وقد كان سليمان على شريعة موسى وبأدلة أخرى. وبعضهم قال: كانت خاصة وذكر الإمام النسفي في أول سورة آل عمران أن كلمة «الناس» قد تفيد العموم وقد تفيد الخصوص. وسواء كانت دعوة موسى عامة أو خاصة ولقد كانت عامة فإن المسلمين لا يهتمون بهذا، وإنما يهتمون بإثبات أن القرآن قد نسخ التوراة لأن إثبات النسخ هو القضية الحاضرة. أما الخصوص أو العموم لموسى، فإن زمانه قد مضى.

(3) زيادة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام