من الناس [1] من يقول: إن كونه قديما باقيا عين ذاته المخصوصة. ومنهم من يقول: هما صفتان قائمتان بذات الله تعالى.
واحتج الأولون بوجوه: الأول: إن المفهوم من كون الشيء قديما معقول لنا، والذات المخصوصة التي هي ذات الله تعالى من حيث إنها هي غير (معلومة لنا) [2] فوجب التغاير. بيان الأول: أن القديم هو الذي لا أول لوجوده، والباقي هو الذي يكون مستقر الوجود، وهذا المفهوم معقول. وأما أن الذات المخصوصة، التي هي ذات الله تعالى غير معقولة، فلما ثبت تقريره فيما تقدم.
وإذا لاحت المقدمتان، فالنتيجة لازمة.
الثاني: إنا نقول القديم الباقي إما أن يكون جسما أو جوهرا أو عرضا، أو شيئا ما (مغايرا) [3] لهذه الأقسام الثلاثة، فنجعل المفهوم من القديم الباقي مورد التقسيم إلى هذه الأقسام الأربعة، ومورد التقسيم مشترك بين الأقسام
(1) القدم والبقاء: زيادة والعنوان في الأصل: الحادي عشر.
(2) من (س) .
(3) من (س) .