اعلم: أنه لا خلاف بين العقلاء في أن أشرف أقسام [الحسن والكمال للعالم العلوي هو وجود الملائكة فيه. كما أن أشرف أقسام [1] ] الزينة في العالم الأسفل، هو وجود الإنسان العاقل فيه. إلا أن الناس اختلفوا في ماهية الملائكة. وطريق ضبط الأقوال أن نقول:
إنها إما أن تكون متحيزة، أو لا تكون متحيزة.
أما القسم الأول. ففيه أقوال: الأول: إنها أجسام لطيفة هوائية نورانية، تقدر على التشكل بأشكال مختلفة [وأنها ذوات باقية، مبرأة عن الذبول والانحلال والضعف والاختلال [2] ] ومسكنها السموات. وهذا قول أكثر المسلمين.
الثاني: قول طوائف من عبدة الأصنام. وهو أن الملائكة في الحقيقة هي هذه الكواكب، الموصوفة بالإسعاد والإنحاس. فإنها أحياء ناطقة. فالسعود ملائكة الرحمة، والنحوس ملائكة العذاب.
الثالث: قول الثنوية. وهو أن هذا العالم مركب من أصلين قديمين.
(1) من (طا، ل) .
(2) من (طا، ل) .