فهرس الكتاب
الصفحة 1822 من 2479

[297]الفصل الثاني والعشرون في بيان أن اللذات العقلية أشرف وأكمل من اللذات الحسية

اعلم [1] أن الغالب على الطباع العامية: [الحكم [2] ] بأن أقوى اللذات، وأكمل السعادات: لذة المطعم والمنكح. ولذلك فإن جمهور الناس لا يعبدون الله تعالى إلا ليجدوا المطاعم اللذيذة في الآخرة، وإلا ليجدوا المناكح الشهية [هناك [3] ].

وهذا القول مرذول عند المحققين من أهل الحكمة، وأرباب الرياضة.

ويدل عليه وجوه: الحجة الأولى: لو كانت سعادة الإنسان متعلقة بقضاء الشهوة، وإمضاء الغضب. لكان الحيوان الذي يكون هو أقوى في هذا الباب من الإنسان:

أشرف منه. لكن الجمل أكثر أكلا من الناس، والذئب أقوى في الإيذاء من الإنسان. والعصفور أقوى على السفاد من الإنسان، فوجب كون هذه الأشياء أشرف من الإنسان. لكن التالي معلوم البطلان بالضرورة، فوجب الجزم بأن سعادة الإنسان غير متعلقة بهذه الأمور.

الحجة الثانية: كل شيء يكون سببا لحصول الكمال والسعادة. فكل ما

(1) في (ل) عنوان الفصل هو: في بيان أن اللذات الحسية ليست من الكمالات.

(2) سقط (طا، ل) .

(3) من (ل) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام