فهرس الكتاب
الصفحة 1628 من 2479

[91]الفصل الخامس في حكاية الدلائل الاقناعية التي ذكروها في أن النفس الناطقة مجردة عن الجسمية

ذكر الشيخ الرئيس «أبو علي» وجوها كثيرة في هذا الباب، نقلها عن قدماء [1] الفلاسفة.

الحجة الأولى: قالوا: لو كانت القوة العقلية جسدانية، لضعفت في زمان الشيخوخة دائما [ولكنها لم تضعف في زمان الشيخوخة دائما [2] ] فهي غير جسدانية. بيان الشرطية: إن المزاج يختل في زمان الشيخوخة. ومتى ضعف المحتاج إليه، فإنه يلزم منه ضعف المحتاج. فلو كانت القوة العقلية بدنية، لزم من اختلال البدن، اختلالها. لكن البدن يختل عند الشيخوخة، فكان يلزم لا محالة اختلال[القوة العقلية عند الشيخوخة.

وأما بيان عدم التالي: فلأن كثيرا من الشيوخ لا تختل قوته العقلية البتة [3] ] فثبت بما ذكرنا: أن الشرطية حقة، وثبت أن التالي مفقود، فوجب كون المقدم كاذبا. ثم قال هذا المستدل: وليس للسائل أن يقول: إن الشيخ إذا توغل في الشيخوخة، فإنه يصير خرفا ويزول عقله. وهذا يدل على أن القوة العقلية جسدانية. قال: وذلك لأن هذا السؤال مدفوع، نظرا إلى البحث

(1) عن القدماء الحجة إلخ (ل) .

(2) سقط (ل) .

(3) سقط (ط) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام