اعلم: أن الجسم إما أن يكون [بسيطا [1] ] وإما أن يكون مركبا. أما المركب فلا شك أنه مركب من أجزاء متناهية موجودة بالفعل. وأما البسيط فلا شك أنه قابل للقسمة الوهمية. فنقول: هذه القسمة الممكنة إما أن تكون موجودة بالفعل، وإما أن لا تكون. وعلى التقديرين فتلك القسمة إما أن تكون متناهية، أو غير متناهية.
فخرج بسبب هذين النوعين من التقسيم: أقسام أربعة لا مزيد عليها.
الأول: أن يقال: الأجسام مركبة تركيبا بالفعل من أجزاء متناهية.
وهذا مذهب جمهور المتكلمين. وزعموا: أن كل واحد من تلك الأجزاء لا يقبل القسمة لا كسرا ولا قطعا ولا وهما ولا فرضا. والفرق بين هذه الاعتبارات الأربعة: أن نقول: أسهل وجوه القسمة: هو الكسر. مثل: انكسار الخزف والحجر، ثم يليه في الرتبة: القطع. مثل: القطعة من الذهب والحديد، فإنها لا تنكسر، إلا أنه يمكن قطعها بالآلات القطاعة. ثم يليه في المرتبة الثالثة: الوهم، لأن الشيء قد لا يكون قابلا للقسمة الانفكاكية. مثل:
الفلك. فإنه عند الفلاسفة لا يقبل الخرق والتمزق، إلا أنه قابل للقسمة
(1) من (م) .