اعلم: أن الجوهر قد يذكر ويراد به أحد أمور أربعة: التفسير الأول:
المتحيز الذي لا يقبل القسمة، وهذا على قول من يثبت الجوهر الفرد، ولما دللنا على أنه تعالى يمتنع أن يكون متحيزا، وجب القطع بأنه ليس بجوهر. والتفسير الثاني: أن يقال: الجوهر هو الذات القابلة لتوارد الصفات المتضادة عليه، وهذا إنما يعقل ثبوته إذا كانت الذات قابلة للصفات المتجددة المتعاقبة، ولما دللنا على أن تعاقب الصفات على ذات الله تعالى محال، امتنع أن يكون جوهرا، بهذا الوجه. والتفسير الثالث للجوهر: إنه الماهية التي إذا وجدت في الأعيان كانت لا في موضع. وهذا المفهوم إنما يصدق على الشيء الذي تكون ماهيته غير وجوده ولما كان مذهب الشيخ أبي علي: أن وجود الله تعالى نفس ماهيته وليس صفة مغايرة لماهيته، امتنع كونه تعالى جوهرا بهذا الوجه، وأما عندنا فلما كان الجوهر، هو أن وجود الله تعالى صفة قائمة بذاته المخصوصة كان جوهرا بهذا الوجه. والتفسير الرابع للجوهر: إنه الموجود والغني عن محل يحل فيه، وأحق الأشياء بأن يكون جوهرا بهذا التفسير هو الله تعالى لأنه غني عن المحل الذي يحل فيه وعن الحيز الذي يحصل فيه، وعن الفاعل الذي يوجده، وعن الصورة التي تتممه، فكان أحق الأشياء بالجوهرية بهذا هو الله تعالى.
ومن الناس من يعبر عن هذا المعنى بكونه قائما بالنفس، [فيطلق على