قال تعالى: وإِنْ كُنْتُمْ فِي ريْبٍ مِمّا نزّلْنا على عبْدِنا. فأْتُوا بِسُورةٍ مِنْ مِثْلِهِ [1] إلى قوله: فإِنْ لمْ تفْعلُوا ولنْ تفْعلُوا فاتّقُوا النّار الّتِي وقُودُها النّاسُ والْحِجارةُ ووجه الاستدلال به: إن التحدي مع من يقدر على شيء من الأفعال. لأنه لما كان قادرا على الفعل في الجملة، ثم عجز عن فعل [2] له معنى خاص. دل ذلك على أن لذلك الفعل خصوصية. لأنه [لو [3] ] عجز ذلك الفاعل عن الإتيان [4] بمسألة، ولا يقدر على الفعل أصلا فإن التحدي معه لا يفيد الفائدة المطلوبة. إذا ثبت هذا فنقول: إذا لم يكن العبد قادرا على الإيجاد والتكوين أصلا، لم يحصل التحدي بالقرآن على كونه معجزا. ولما كان ذلك باطلا بإجماع الأمة، علمنا: أن العبد موجد.
والجواب: إن هذا الإشكال غير وارد علينا. لأنا سلمنا أن مجموع القدرة [مع الداعي قد [5] ] يوجب بعض الأفعال. وإذا لم يؤثرا في أمر من الأمور، علمنا: أن ذلك المتيسر ممتاز عن ذلك المتعسر [6] لمزيد خاصية، لأجلها حصل ذلك اليسر.
(1) سورة البقرة، آية: 2423.
(2) عن فعل معنى خاصة [الأصل] .
(3) سقط (م) .
(4) الإثبات (م) .
(5) من (ط، ل) .
(6) المتيسر [الأصل] .