كلام [1] الشيخ الرئيس في أكثر كتبه، يدل على أن النفس الفلكية المباشرة لتحريك جسم السماء: قوة جسمانية سارية في ذلك الجسم. فإنه قال في «النجاة» وفي «الشفاء» : «نسبة النفس الفلكية إلى جسم الفلك، كنسبة النفس الحيوانية التي لنا إلينا» وذكر في «الإشارات» : «إن له مع ذلك نفسا ناطقة. نسبتها إلى جسم الفلك، كنسبة النفس الناطقة التي لنا إلينا» وأيضا:
أثبت أن لكل فلك عقلا على حدة، فعلى هذا الطريق وجب أن يحصل لكل فلك أمور ثلاثة: النفس الحيوانية، والنفس الناطقة، والعقل المجرد. أما النفس الحيوانية، فقد احتج على إثباتها بأن قال: المبدأ القريب لهذه الحركة:
إرادة جزئية، وإذا كان كذلك وجب أن يحصل لذلك المبدأ: علوم جزئية.
وإذا كان كذلك، وجب أن تكون تلك القوة جسمانية».
فهذه مقدمات ثلاث: المقدمة الأولى: في إثبات قوله [2] : «المبدأ القريب لهذه الحركة: إرادة جزئية» فالدليل عليه وجهان:
الأول: إن الماهية الكلية، مشترك فيها بين الجزئيات. والقصد إلى
(1) عنوان الفصل في (م) في صفة النفس الملكية الفلكية.
(2) قولنا (ل) قوله (م) .