لقائل [1] أن يقول: لو كانت الوحدة صفة، لكانت تلك الصفة واحدة، فيلزم أن يكون للوحدة وحدة أخرى إلى غير النهاية. وأنه محال.
ولقائل آخر أن يقول: الوحدة لا بد وأن تكون صفة زائدة على الذات.
ويدل عليه وجوه: الأول: إنه يصح تقسيم الواحد إلى الواجب لذاته، وإلى الممكن لذاته. فيقال: الواحد إما أن يكون واجبا لذاته، أو ممكنا لذاته، ومورد التقسيم مشترك بين القسمين، فكونه واحدا مشترك فيه [بين الواجب لذاته وبين الممكن لذاته، وخصوص كونه واجبا لذاته غير مشترك فيه [2] ] بين القسمين، وهذا يدل على أن كونه واحدا، مغاير لخصوص كونه واجب الوجود لذاته.
والثاني: إن الواحد يقابل الكثير، والواجب لذاته يقابل ما ليس واجبا لذاته، وما يصلح لأن يكون مقابلا لأحدهما، لا يصلح أن يكون مقابلا للثاني، وهذا يوجب أن يكون كونه واحدا، مغايرا لكونه واجب الوجود لذاته.
(1) العشرون [الأصل] .
(2) من (و، س) .