اعلم [1] : أن من عرف أن الملك ما هو؟ وكيف صفاته؟ لم يأذن له عقله في أن يخوض في هذا البحث إلا أن أكثر الناس ظنوا: أن الملائكة طيور تطير في السموات. فلهذا السبب وقعوا في هذا البحث.
واحتج القائلون بأن الأنبياء عليهم السلام أفضل من الملائكة.
بوجوه:
الحجة الأولى: قصة آدم عليه السلام. واحتجوا بها في إثبات كونه أفضل من الملائكة من وجوه:
الأول: إنه تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم. وثبت: أن آدم عليه السلام ما كان كالقبلة. بدليل: أنه تعالى أخبر عن إبليس، أنه قال:
أرأيْتك. هذا الّذِي كرّمْت عليّ [2] ولو كانت السجدة لله تعالى، وآدم كالقبلة. لما حصل هذا التكريم.
وإذا ثبت هذا، وجب أن يكون آدم أفضل منهم. لأن السجود نهاية
(1) عنوان الفصل في (م) في الكلام. في أن الملائكة الخ.
(2) الإسراء 62.