[403] واعلم: أنه ليس بعد كلام الله تعالى، وكلام رسوله عليه السلام كلام أعلى وأجلى في وصف الملائكة، من كلام الإمام الأجل «علي بن أبي طالب» كرم الله وجهه.
قال في بعض خطبه: «ثم فتق ما بين السموات العلى، فملأهن أطوارا من ملائكته. منهم سجود لا يركعون، وركوع لا ينتصبون، وصافون لا يتزايلون. يسبحون لا يسأمون، لا يغشاهم نوم العيون، ولا سهو العقول، ولا فترة الأبدان، ولا غفلة النسيان.
ومنهم أمناء على وحيه إلى رسله. ومختلفون بقضائه وأمره. ومنهم الحفظة لعباده. والسدنة لأبواب جناته. ومنهم الثابتة في الأرض السفلى أقدامهم، والمارقة من السماء العليا أعناقهم، والخارجة من الأقطار أركانهم، والمناسبة لقوائم العرش أكتافهم. ماسكة دونه أبصارهم. وهم متلففون [تحته [1] ] بأجنحتهم، مضروبة بينهم وبين من دونهم: حجب العزة وأستار القدرة. لا يتوهمون ربهم بالتصوير، ولا يجوزون عليه صفات المخلوقين، ولا يجدونه بالأماكن، ولا يشيرون إليه بالنظائر».
[والله أعلم [2] ].
(1) من (ل) .
(2) من (طا، ل) .