فهرس الكتاب
الصفحة 2281 من 2479

اعلم: أن صيغة جعل، قد تجيء متعدية إلى مفعول واحد، ويكون معناها: الإحداث والتكوين. قال تعالى: وجعل الظُّلُماتِ والنُّور [1] وقد تجيء متعدية إلى مفعولين ويكون معناها: جعل الذات موصوفة بصفة. قال تعالى:

وجعلنِي نبِيًّا [2] واجْعلْنا مُسْلِميْنِ لك [3] .

إذا عرفت هذه المقدمة، فلنذكر الدلائل:

الحجة الأولى: قوله تعالى: ربّنا واجْعلْنا مُسْلِميْنِ لك [4] وهذا تصريح بأن العبد لا يصير مسلما، إلا بأن يجعله الله مسلما. وذلك يدل على أن الإسلام يحصل بخلق الله.

فإن قيل: كما أن الجعل يرد بمعنى التصيير، فكذلك يرد لوجوه أخرى:

أولها: وصف الشيء بالشيء. قال تعالى: وجعلُوا الْملائِكة الّذِين هُمْ عِبادُ الرّحْمنِ إِناثاً [5] وقال: وجعلُوا لِلّهِ شُركاء: الْجِنّ [6] .

(1) سورة الأنعام، آية: 1.

(2) سورة مريم، آية: 30.

(3) سورة البقرة، آية: 128.

(4) سورة البقرة، آية: 128.

(5) سورة الزخرف، آية: 19.

(6) سورة الأنعام، آية: 100.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام