فهرس الكتاب
الصفحة 2280 من 2479

[160] وموسى عليه السلام ذكر هذا الكلام في معرض البيان. وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز. ولو كانت هذه الآية من المتشابهات، لكان هذا تأخيرا للبيان عن وقت الحاجة، وتمكينا للخصم من الطعن في كلامه، وإظهار فساده. وانه لا يجوز.

الوجه الثاني في بيان أن هذه الآية، وجميع الآيات التي تمسكنا بها من المحكمات: هو أن الموجود. إما واجب لذاته، وهو الله سبحانه، وإما ممكن لذاته، وهو كل ما سواه. وكل ممكن فإنه مفتقر إلى الواجب. فكل ما سوى الله، فهو مفتقر إلى الله، وموجود بإيجاد الله. وهذا هو تفسير قوله: ربُّنا الّذِي أعْطى كُلّ شيْءٍ خلْقهُ. ثُمّ هدى فلما دلت هذه النصوص على أن كل ما سوى الله سبحانه فإنما حصل بإيجاد الله. ودل هذا البرهان القاطع القاهر، على صحة هذا المعنى، لم يبق للخاطر فيه مجال. وثبت: أن كل تأويل يذكره الخصم فهو باطل، وأن الحق إجراء هذه النصوص على ظواهرها في هذا الباب. وبالله التوفيق.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام