[87] بالزمان. والبعدية بالزمان لا تحصل إلا عند حصول الزمان. وذلك محال.
وإذا ثبت هذا ظهر أن كل آن يحدث، فإنه فاصل باعتبار وواصل باعتبار. أما إنه فاصل [فلأنه [1] ] فصل الماضي عن المستقبل، وأما إنه واصل فلأنه أوجب اتصال الماضي منه بالمستقبل. فيثبت: أن كل آن يفرض في الزمان، يكون فاصلا باعتبار، وواصلا باعتبار آخر [والله أعلم [2] ].
هذا [البحث [3] ] أيضا من تفاريع مذهبهم في أن الزمان كم متصل [فنقول: الزمان كم متصل [4] ] وكل كم متصل فإنه قابل لانقسامات لا نهاية لها، وتلك الانقسامات غير حاصلة بالفعل، وإلا لزم أن يحصل في الزمان المحدود الطرفين أجزاء غير متناهية بالفعل، وذلك محال. بل [نقول [5] ] الزمان متصل واحد [في نفسه [6] ] فإذا عرض له سبب [يوجب انفصاله [7] ] حدث الانفصال فيه بالفعل. وذلك الانفصال هو الآن. فهذا الآن شيء يوجد بعد وجود الزمان، فيكون هذا الآن متأخرا في الوجود عن الزمان.
وأما الآن المتقدم في الوجود على وجود الزمان. فتقريره أن نقول: كما أن النقطة تفعل بحركتها وميلانها الخط، فكذلك الآن يفعل بسيلانه الزمان، فهذا الآن يكون متقدما في الوجود على وجود الزمان. وأقول: إن قولهم: إن الآن شيء غير منقسم، وإنه يفعل بسيلانه الزمان: تسليم لكون الآن شيئا قائما بنفسه، مستقلا بذاته. ثم إنه يفعل بسيلانه الزمان، وذلك بعينه رجوع الى
(1) سقط (م) .
(2) سقط (م) .
(3) سقط (م) .
(4) سقط (ط) ، (س) .
(5) سقط (م) .
(6) سقط (ط) .
(7) سبب منفصل (ت، م) .