البرهان الأول
فعل العبد: ممكن. وكل ممكن فهو واقع بقدرة الله تعالى. ينتج: أن فعل العبد واقع بقدرة الله تعالى.
أما أن فعل العبد ممكن: فلا نزاع فيه. وأما أن كل ممكن فإنه لا يقع إلا بقدرة الله تعالى. فالدليل عليه:
أن الإمكان من حيث إنه هو إمكان: مفهوم واحد في كل الممكنات.
والإمكان محوج إلى السبب. فإما أن يحوج إلى سبب بعينه، أو إلى سبب لا بعينه. بل يحوج إلى سبب ما مبهم، أيّ سبب [كان [1] ]. وهذا الثاني باطل. لأن المبهم في نفسه لا وجود له البتة في الأعيان. لأن كل ما له حصول وثبوت في الأعيان، فله في نفسه تعين وتميز، يمتاز به عما سواه. فثبت: أن كل ما كان موجودا في الأعيان، فهو في نفسه معين. فما لا يكون في نفسه معينا، امتنع كونه موجودا في الأعيان، وما لا يكون موجودا في الأعيان، امتنع أن يكون سببا لوجود غيره في الأعيان. فثبت: أن الإمكان سبب للاحتياج إلى سبب، وثبت: أنه يستحيل أن يكون سببا للاحتياج إلى سبب مبهم، فوجب
(1) من (ط) .