اعلم أن القائلين بقدم الأجسام فريقان: الفريق الأول: الذين يقولون: إن الأجسام كانت في الأزل متحركة.
وهؤلاء فريقان:
أحدهما: الذين يقولون: العالم قديم بمادته وصورته وشكله، وأن الأفلاك والكواكب متحركة [1] أزلا وأبدا. وهذا قول «أرسطاطاليس» وأتباعه.
والثاني: الذين يقولون: الموجود في الأزل أجزاء غير متجزئة [2] وكانت متحركة [3] حركات مضطربة من الأزل إلى الأبد، ثم اتفق لها في حركاتها أن تصارمت فتكون منها السموات. وهذا قول: «ديمقراطيس [4] » وأصحابه.
فإذا دللنا على امتناع وجود الحركة الأزلية، فقد بطل هذان القولان.
وأما الفريق [5] الثاني: فهم الذين يقولون: العالم [6] قديم المادة ومحدث الصورة، وزعموا: أن مادة العالم أجزاء صغيرة، وكانت ساكنة في الأزل. ثم
(1) كانت متحركة (ت)
(4) بقراطيس (ت)
(2) غير متحيزة (ت)
(5) الطريق (ت)
(3) وكانت متفرقة متحركة (ط، س)
(6) العالم قديما بالذات (ت)