وفيه أقوال: وضبطها: أن يقال: إنها [إما قديمة أو حادثة. فإن كانت قديمة فإما أن يقال [1] إنها] واجبة لذواتها غنية عن السبب والمؤثر. وإما أن يقال: إنها [ممكنة لذواتها واجبة بإيجاب، سببها وعلتها. وأما إن قلنا: إنها محدثة. فإما أن يقال إنها [2] ] وإن كانت محدثة إلا أنها كانت موجودة قبل هذه الأبدان، كما ورد في بعض الأخبار: «إن الله تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام» وإما أن يقال: إن هذه الأرواح ما كانت موجودة قبل أبدانها.
وهذا هو قول «أرسطاطاليس» وأتباعه من المتقدمين والمتأخرين.
واحتج القائلون بحدوث النفس بوجهين: الحجة الأولى: هي أن قالوا: لو كانت النفوس قديمة، لكانت في الأزل، إما أن تكون واحدة، أو متعددة. والقسمان باطلان، فبطل القول.
بكونها قديمة. وإنما قلنا: إنه يمتنع أن يقال: إنها كانت واحدة، لأنها لو كانت واحدة في الأزل، فعند تعلقها بالأبدان، إما أن يقال: إنها تبقى على تلك الوحدة، وإما أن يقال: إنها عند تعلقها بالأبدان تتعدد. والقسمان باطلان.
أما الأول: فلأن على هذا التقدير، يلزم أن يكون الحاصل لجميع
(1) من (طا، ل) .
(2) من (طا، ل) .