فهرس الكتاب
الصفحة 1757 من 2479

[225]الفصل العاشر في تقرير الوجوه الاقناعية في بيان أن النفس باقية بعد موت الجسد

الحجة الأولى: إن جمهورا من العقلاء أطبقوا على أن أفضل أقسام البشر: الأنبياء والأولياء والحكماء الإلهيون. أما الحكماء الطبيعيون والرياضيون فالفائدة في وجودهم: لأجل مصالح الحياة العاجلة. ولما كانت هذه الحياة خسيسة، كان الخادمون لها غير موصوفين بالشرف.

وإذا ثبت هذا فنقول: أجمع الأولياء والأنبياء والحكماء الإلهيون: على أن النفس باقية بعد موت البدن، وذلك لأن هؤلاء الفرق الثلاثة حرفتهم وطريقتهم: الإعراض عن الدنيا والإقبال على عالم الآخرة، كما قال تعالى:

والْباقِياتُ الصّالِحاتُ خيْرٌ عِنْد ربِّك ثواباً، وخيْرٌ أملًا [1] وما كانوا يلتفتون إلى أحوال هذه الحياة، وما كانوا يسعون في إصلاحها، بل كأنه لا حرفة لهم إلا تزييف هذه الطريقة وتهجينها. ومن أراد [تحقيق [2] ] ذلك، فليطالع الكتب المشتملة على شرح أحوال الأنبياء، في الزهد في الدنيا، والإقبال على [عبادة [3] ] الله تعالى.

وأما الحكماء. فمن أراد معرفة أحوالهم وسيرهم [في هذه الطريقة،

(1) الكهف 46والتكملة من (طا، ل) .

(2) سقط (م) .

(3) سقط (م) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام