فهرس الكتاب
الصفحة 1776 من 2479

[247]الفصل الثالث عشر في بيان أن النفوس الناطقة مدركة للكليات والجزئيات معا. وأنها هي المباشرة لجميع الأفعال بنفسها، وإن كانت تلك المباشرة موقوفة على استعمال الآلات

ظاهر كلام الشيخ الرئيس: مشعر بأن النفس الناطقة، لا تقوى إلا على إدراك الكليات والمجردات [1] وأما الإدراكات الجزئية، فإنها موزعة على الحواس الظاهرة والباطنة.

واحتجوا على أن النفس لا تدرك الجزئيات بوجوه عامة ووجوه خاصة. أما الوجوه العامة فأربعة:

الأول: إن العقلاء ببداءة عقولهم يعلمون أن رؤية المرئيات [حاصلة [2] ] في البصر لا غيره، وسماع الأصوات حاصل في الأذن لا في غيرها، بل نقول: كما أن البديهة حاكمة بأن اللسان غير مبصر، والعين غير ذائق، فهي أيضا حاكمة بأن اللسان ذائق، والعين مبصرة. ولو قلنا: إن الموصوف بإدراك هذه المحسوسات هو النفس، لزم بطلان هذه الاختصاصات المعلومة.

فإن قالوا: لم لا يجوز أن يقال: القوة المدركة، وإن كانت غير موجودة في هذه الأعضاء، لكنها آلات لها. فإذا وقع للنفس التفات إلى العين [أبصرت [3] ] أو إلى الأذن: سمعت؟ قلنا: قلنا: النفس إذا التفتت إلى

(1) والجزئيات (ط) .

(2) سقط (ط) .

(3) سقط (م) ، (ط) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام