[245] الثانية. فإذا انقضى [1] زمان، واتفق أن صارت الآلة الثانية مختلة، والآلة الأولى صالحة، ترك الثانية ورجع إلى استعمال الأولى. وإذا عرفت هذا فنقول: لو كانت النفس جوهرا مجردا مباينا عن البدن، لكان يجب أن يصح عليها أن تنتقل من هذا البدن إلى بدن آخر، ثم بعد حين تعود إلى هذا البدن، كما بيناه في استعمال الآلات. وحيث لم يكن الأمر كذلك، صار قولنا: النفس جوهر مجرد ليس بجسم ولا بجسماني: مشكلا.
واعلم: أنه لا يمتنع في العقل أن يكون لكل نفس خاصية، ولكل بدن خاصية. لا تصلح تلك النفس [إلا لذلك البدن، ولا يصلح ذلك البدن إلا لتلك النفس [2] ] ووصول العقول [البشرية [3] ] إلى أسرار مخلوقات الله سبحانه وتعالى على سبيل التمام والكمال: محال [والله أعلم [4] ].
(1) سقط (م) ، (ط) .
(2) سقط (م) ، (ط) .
(3) سقط (ل) .
(4) من (طا، ل) .