فهرس الكتاب
الصفحة 564 من 2479

[117]الفصل الثالث في تقرير طريقة اخرى سوى طريقة الاتقان والاحكام تدل على كونه تعالى عالما بناء على كونه تعالى فاعلا بالاختيار لا موجبا بالذّات

اعلم. أن هاهنا طريقا آخر، أقوى من دليل الإحكام والإتقان وتقريره: أن نقول: قد عرفت أن العلم إما تصور وإما تصديق. فنقول: أما تصور الحقائق والماهيات فحاصل لله تعالى. والدليل عليه: هو أنه قد ثبت أنه قادر مختار، والقادر المختار إنما يفعل بواسطة القصد إلى التكوين والتخليق، والقصد إلى التكوين والتخليق مشروط بتصور تلك الحقائق، فإن لم يكن متصورا لماهية من الماهيات امتنع منه القصد إلى تكوينها. وتخليقها. والعلم بذلك ضروري فيثبت أنه تعالى متصور لهذه الماهيات.

جئنا إلى التصديقات فنقول: إنها أيضا حاصلة (له تعالى) [1] والدليل عليه، هو أن هذه الحقائق منها ما هي متلازمة، ومنها ما هي متعاندة (ومنها ما هي لا متلازمة ولا متعاندة، أما المتلازمات فهي على قسمين منها ما يكون لازما بغير واسطة) [2] ومنها ما يكون لازما بوسائط. واللوازم التي تكون بوسائط، هي أشياء متلاصقة ويكون لزوم كل واحد منها لملاصقه، لزوما بغير واسطة، واستلزم كل واحد منها بملاصقة [3] المتصل به، القريب منه إنما يكون لذاته،

(1) من (س) .

(2) من (م، ت) .

(3) بملازمة (م) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام