فهرس الكتاب
الصفحة 626 من 2479

اعلم [1] . إنك قد عرفت أن اللذة، إما أن تكون جسمانية وإما أن تكون روحانية. أما اللذة الجسمانية فعلى الله محال، لأنه لما ثبت أنه تعالى ليس بجسم كانت اللذة الجسمانية عليه ممتنعة. وأما اللذة الروحانية فقد أطبقت الفلاسفة على إثباتها لواجب الوجود. واحتجوا عليه بأن قالوا: ندعي حصول أمرين: أحدهما: كونه تعالى محبا لذاته.

والثاني: كونه تعالى مبتهجا بكمالاته ملتذا بها. أما الأول فتقريره: أن علم الشيء بكون الشيء كاملا يوجب محبة ذلك الشيء. ودليله: الاستقرار.

فإنا إذا سمعنا بشجاعة رستم، واسفنديار، حصل في قلبنا حب شديد وميل عظيم، وليس هناك إلا أن اعتقادنا لثبوت الكمالات لهم، أفاد ذلك الحب.

إذا ثبت هذا فنقول: علمه تعالى أفضل العلوم، وكماله أفضل الكمالات. فإذا علم بذلك العلم الكامل ذلك الكمال التام لذاته، وجب أن يترتب على ذلك العلم التام: حصول الحب التام. وأما الثاني وهو كونه مبتهجا بذاته، ملتذا بكمالاته. فتقريره: أن علم الشيء بكمال نفسه، كما يوجب الحب الشديد له، فكذلك يوجب الابتهاج والالتذاذ. ولما حصل ذلك العلم

(1) الفصل الثامن عشر (س) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام