فهرس الكتاب
الصفحة 596 من 2479

[151]الفصل السادس في البحث عن كونه تعالى عالما بالجزئيات

من الناس من يحكي عن الفلاسفة أنهم يقولون: إنه تعالى غير عالم بالجزئيات. وهذه الحكاية فيها نظر. وذلك لأن ذاته المخصوصة ذات معينة، وهو عالم بتلك الذات المعينة. ولا معنى للجزئي إلا ذلك، فيكون عالما بالجزئي وأيضا: إنه لذاته علة العقل الأول، والظاهر من مذهبهم أنهم يعترفون بكونه تعالى عالما به من حيث أنه هو، بل الصحيح أن يقال: إنهم ينكرون كونه تعالى عالما بالمتغيرات من حيث إنها متغيرة وينكرون كونه تعالى عالما بالجسمانيات بحسب مقاديرها المعينة المخصوصة.

واحتجوا على إثبات مذهبهم بوجوه: الحجة [1] الأولى: قالوا: لو فرضنا كونه عالما بأن زيدا جالس في هذا المكان، فإذا قام زيد من ذلك المكان [2] فعلمه بكونه جالسا، إن بقي كان ذلك جهلا، والجهل على الله تعالى محال. وإن لم يبق كان ذلك تغيرا، والتغير على الله محال. فهذا هو الحرف الذي عليه تعويل القوم.

واعلم أن المتكلمين صاروا فريقين عند هذه الشبهة. فمنهم من يقول:

(1) الشبهة [الأصل]

(2) المكان (س) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام