فهرس الكتاب
الصفحة 210 من 2479

[228]الفصل الثالث والعشرون في إقامة الدلالة على وجود إله العالم بناء على حدوث الصفات من طريق آخر

اعلم أن الطريق الذي ذكرناه في الاستدلال بحدوث بدن الإنسان هو استدلال بحال[من الأحوال.

وهاهنا طريق شبيه به ولكنه استدلال بحال [1] ] من أحوال عالم الأفلاك وهو العالم الأعلى. ومن المعلوم: أن الاستدلال بأحوال ذلك العالم على وجود الإله أظهر وأقوى. كما قال في الكتاب الإلهي: «لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس» [2] . وهذا الطريق هو الذي كان يعول عليه قدماء الفلاسفة في إثبات الإله، لهذا العالم. قالوا: حصل في هذا العالم أدوار لا نهاية لها، وحركات لا أول لها ولا آخر ولا بد لها من فاعل، وفاعلها يكون قويا على أفعال لا نهاية لها، وفاعل الأفعال [3] التي لا نهاية لها، يمتنع أن يكون جسما أو جسمانيا، فوجب الاعتراف بموجود ليس بجسم ولا بجسماني، وهو المحرك لهذه الأفعال، والكواكب. وذلك الموجود هو الله تعالى.

واعلم أن هذا الدليل مركب من مقدمات: المقدمة الأولى: في إثبات حركات لا أول لها ولا آخر لها. والحكماء عولوا

(1) من (ز) .

(2) غافر 57.

(3) أفعال (ز) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام