فهرس الكتاب
الصفحة 1810 من 2479

[285]الفصل العشرون في نسبة الأعضاء والقوى إلى جوهر النفس

اعلم: أن الحكماء ذكروا في هذا الباب أمثلة كثيرة.

فالمثال الأول: هو أن جوهر النفس كالملك، والبدن كالمملكة له. ولهذا الملك جندان: جند يرى بالبصر [وهو: الأعضاء الظاهرة والباطنة: وجند يرى بالبصيرة [1] وهو القوى المركوزة في تلك الأعضاء.

واعلم: أن لوجود هذه القوى معونة في تكميل مصالح النفس تارة، وفي تكميل مصالح البدن أخرى.

أما النوع الأول من المعونة: فهو أن كمال النفس الناطقة في أن تعرف الحق لذاته، والخير لأجل العمل به. لكن عمل الخير مشروط بتقدم العرفان، ولكنها خلقت في أول الفطرة خالية عن معرفة أكثر الأشياء، فأعطيت الحواس الظاهرة والباطنة، حتى أن النفس إذا أحسست بالمحسوسات، تنبهت لمشاركات بينها، ومباينات. فيتميز عند الحس [2] ما به حصلت المشاركة من الأشياء، عما به حصلت المباينة بينها. ثم إن تلك الصور على قسمين:

منها: ما يكون مجرد تصوراتها، موجبا جزم الذهن بإسناد بعضها إلى

(1) سقط (ل) .

(2) النفس (م) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام