فهرس الكتاب
الصفحة 1796 من 2479

[269]الفصل السابع عشر في بيان أن اشتغال النفوس البشرية بالدعاء والتضرع. هل يعقل أن يكون فيه فائدة أم لا؟

من الناس من أنكر هذه التأثيرات، واحتج على صحّة ذلك الإنكار بوجوه:

الحجة الأولى: إن الممكنات بأسرها منتهية إلى ذات الوجود، فإن اقتضى شيء من لوازم ذات واجب الوجود، حدوث ذلك الشيء. وجب أن يحصل، سواء وجد ذلك الدعاء، أو لم يوجد. وإن لم يوجد في لوازم ذات واجب الوجود ما يوجب حصول ذلك الأثر، لم ينتفع بالدعاء أصلا.

الحجة الثانية: إن المعترفين بنفاذ علم الله تعالى في جميع المحدثات.

قالوا: ذلك الشيء إن كان معلوم الوقوع: وقع. ولا حاجة إلى الدعاء. وإن كان معلوم اللاوقوع: لم يقع. ولا فائدة في الدعاء.

الحجة الثالثة: إن مبادي حدوث الحوادث في هذا العالم، ليس إلا العلل العالية الفلكية. فلو قلنا: إن قبل الدعاء ما كانت تلك الحوادث:

توجد. وبعد الدعاء: تدخل في الوجود. لكنا قد أثبتنا للنفوس البشرية على ضعفها نوعا من التأثير في العلل العالية [وذلك بعيد جدا [1] الحجة الرابعة: إن الأسباب العالية. إما أن يكون تأثيرها بالإيجاب [والطبع [2] ] أو بالقصد والاختيار. فإن كان الأول، لم يكن في الدعاء فائدة.

(1) سقط (م) ، (ط) .

(2) من (ل) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام