فهرس الكتاب
الصفحة 1350 من 2479

[9]الفصل الاول في حد الجسم

وقالت المعتزلة: الجسم هو الطويل العريض العميق.

وقالت الفلاسفة: [إنه الجوهر [1] ] الذي يمكن فرض الأبعاد الثلاثة المتقاطعة، على الزوايا القوائم فيه.

واعلم: أن البحث في هذين التعريفين [2] مفرع على أن الجسم هل هو مركب من الأجزاء التي لا تتجزى؟ فأما الذين قالوا: إنه مركب من الأجزاء التي لا تتجزأ قالوا: إنه الطويل العريض العميق. لأنه لما حصل في ذلك الجسم جوهران مؤلفان، فقد حصل فيه الطول. وإذا حصل فيه جوهران آخران مؤلفان، انضما إلى الأولين، فقد حصل فيه العرض. ولما حصل فيه سطح آخر مؤلف من أربعة أجزاء على الوصف المذكور، وانضم إلى السطح الأول، فقد حصل فيه الطول والعرض والعمق. فثبت: أن كل جسم فإنه طويل عريض عميق. وأما الذين قالوا: الجسم غير مركب من الأجزاء التي لا تتجزى. فقالوا: هذا الكلام باطل. لأن الجسم البسيط، في نفسه شيء واحد، وليس البتة مركبا من شيء من الأجزاء. وإذا كان كذلك، لم يكن الطول والعرض والعمق حاصلا فيه بالفعل، بل يمكن حصول أسباب، عند

(1) من (ط) .

(2) التفريعين (م) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام