اعلم أن من تدبر في أجزاء العالم الأعلى والأسفل، ظهر له أن هذا العالم مبني على الوجه الأصلح والأصوب والترتيب الأفضل والأتقن [1] ، وصريح العقل شاهد بأن وقوع الشيء على هذا الوجه لا يكون إلا بتدبير حكيم عالم.
فهذا الطريق يدل على وجود الإله لهذا العالم.
ولنذكر ضوابط هذا الباب فنقول: محل الاعتبار، إما أن يكون هو العالم الأعلى أو العالم الأسفل، فإذا كان محل الاعتبار هو موجودات العالم الأسفل فهذا يقع على وجوه: أحدها:[العجائب الكثيرة التي أودعها الله تعالى في بدن الإنسان. وتمام الكلام فيه مذكور في كتاب تشريح بدن الإنسان.
وثانيها] [2] : العجائب الكثيرة التي أودعها الله تعالى في روح الإنسان ونفسه، وتمام الكلام فيه مذكور في كتاب النفس.
وثالثها: عجائب أحوال الحيوانات، وتفاصيلها، وهي مذكورة في كتاب الحيوان.
ورابعها: عجائب أحوال النبات، وهي مذكورة في كتاب النبات.
(1) والأليق (س) .
(2) من (س) .