[339] النوع الخامس عشر للقوم قوله تعالى: أولمْ نُعمِّرْكُمْ ما يتذكّرُ فِيهِ منْ تذكّر، وجاءكُمُ النّذِيرُ [1]
ووجه الاستدلال: إنه تعالى احتج عليهم بالتمكن والإقدار، والعمر الطويل، والمهلة في أوقات التكليف، وإزاحة الأعذار ببعثة الرسل. فلو كان الإيمان والتذكر موقوفين على خلق الله، لكان لهم أن يقولوا: آلهتنا قد فعلت فينا الكفر، والعدول عن طاعتك، وكنا عاجزين عن دفع ما خلقت، ولم تخلق فينا الإيمان. ولو خلقت الإيمان فينا لكنا مؤمنين بك. قالوا: فكيف يعقل أن يحتج الله سبحانه عليهم بما لا حجة له فيه، مع أنه قال: قُلْ فلِلّهِ الْحُجّةُ الْبالِغةُ [2] ؟ وليس لهم أن يقولوا: المناظرة مع الله لا تجوز. لأن هذا الكلام قد سبق جوابه.
والجواب: إن كل ذلك مشكل عليهم، بما أن حصول الفعل موقوف على خلق [القدرة و [3] ] الداعي وذلك يوجب الجبر، ويشكل أيضا. بما أن خلاف معلوم الله محال الوقوع.
(1) سورة فاطر، آية: 37.
(2) سورة الأنعام، آية: 149.
(3) زيادة.