هاهنا أبحاث البحث الأول: أنه هل يعقل أن يكون محلا للحوادث؟ قالوا: إن هذا قول لم يقل به أحد إلا الكرامية [1] . وأنا أقول: إن هذا قول قال به أكثر أرباب أهل المذاهب.
أما الأشعرية: فإنهم يدعون الفرار من هذا القول، إلا أنه لازم عليهم من وجوه:
الأول: إنه تعالى كان قادرا على إيجاد الجسم المعين من الأزل إلى الأبد، فإذا حلق ذلك الجسم المعين، يمتنع أن يقال: إنه بقى قادرا على إيجاده، لأن إيجاد الوجود محال. والمحال لا قدرة عليه، فتعلق قادريته بإيجاد ذلك الجسم قد زال وفني.
والثاني: إنه في الأزل يمتنع أن يقال: إنه كان يطلب من زيد إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة في الحال. ثم إن عند دخول زيد في الوجود، يصير مطالبا له بإقامة الصلاة في الحال، وإيتاء الزكاة. وهذا الطلب إلزام، والإلزام الحاصل، ما كان حاصلا ثم حصل، وهذا يقتضي حدوث الصفة في ذات الله
(1) في (و) الكرامية: قال الإمام الداعي إلى الله: وأنا أقول الخ.