الذي يدل على أن التكليف بما لا يطاق واقع وجوه:
الحجة الأولى: إنه تعالى أخبر عن أقوام معينين أنهم لا يؤمنون البتة.
فقال: إِنّ الّذِين كفرُوا سواءٌ عليْهِمْ أأنْذرْتهُمْ. أمْ لمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُون [1] وقال أيضا: لقدْ حقّ الْقوْلُ على أكْثرِهِمْ فهُمْ لا يُؤْمِنُون [2] وقال: تبّتْ يدا أبِي لهبٍ وتبّ [3] وقال: ذرْنِي ومنْ خلقْتُ وحِيداً إلى قوله: سأُرْهِقُهُ صعُوداً [4] .
إذا ثبت هذا فنقول: إنه تعالى أخبر عن شخص معين أنه لا يؤمن قط، فلو صدر منه الإيمان لزم انقلاب خبر الله (الذي هو) [5] الصدق كذبا، والكذب على الله محال، والمفضي إلى المحال محال، فصدور الإيمان منه محال، فالتكليف به: تكليف بالمحال.
وقد يذكر هذا في صورة العلم وهو أنه تعالى: لما علم منه أن لا
(1) البقرة (6) .
(2) يس (7) .
(4) المدثر (1711) .
(5) زيادة.