فهرس الكتاب
الصفحة 525 من 2479

[77] القادر والموجب بين الفلاسفة والمتكلمين وأهل الأديان [1]

قال أهل الملل والنحل: المؤثر إما أن يقع مع جواز أن لا يؤثر وهو القادر، أو يؤثر لا مع جواز أن لا يؤثر، وهو الموجب فهذا التقسيم يدل على أن كل مؤثر، فهو إما قادر، وإما موجب. ثم عند هذا قالوا: القادر هو الذي يصح منه أن يؤثر تارة، وأن لا يؤثر أخرى، بحسب الدواعي المختلفة. هذا ملخص الكلام في الفرق بين القادر وبين الموجب.

قالت الفلاسفة [2] : القول بإثبات مؤثر يكون تأثيره على سبيل الصحة، لا على سبيل الوجوب: قول مشكل. وبيانه من وجوه:

الحجة الأولى: وهو أن كل شيء نفرضه مؤثرا في أثر. فإما أن يكون كل ما لا بد منه في كونه مؤثرا في ذلك الأثر حاضرا، وإما أن لا يكون مجموع تلك الأمور حاضرة. فإن كان كل ما لا بد منه حاضرا وجب ترتب الأثر عليه، لأنه لو لم يجب ذلك لصح تخلف الأثر عنه، وكل ما كان ممكنا لم يلزم من فرض وقوعه محال. فلنفرض ذلك المجموع تارة مع حصول الأثر، وأخرى لا مع حصوله.

(1) القادر والموجب بين الفلاسفة والمتكلمين وأهل الأديان [زيادة] .

(2) هذه مشكلة الموجب بالذات. وهو أن يكون الإله والعالم متلازمان، مثل: النار إذا وجدت، وجد معها الإحراق. أي الإحراق لا ينفك عن النار. أي العالم والإله، معا. وهذا المذهب باطل. والفاعل بالاختيار هو المذهب الحقيقي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام