أما القائلون منهم بأن الأفلاك واجبة الوجود لذواتها. فاعلم أن [الفلاسفة [1] ] الإلهيين أبطلوا قولهم بطريق. والمتكلمون أبطلوا قولهم بطريق آخر.
أما الفلاسفة الإلهيون فقد أبطلوا هذا المذهب من وجوه: الأول: قالوا: ثبت بالدليل أنه يمتنع وجود شيئين، يكون كل واحد منهما واجب الوجود لذاته. والأجسام فيها كثرة، فيمتنع كونها واجبة [2] الوجود لذواتها.
الثاني: إن هذه الأجسام، وجودها يغاير ماهياتها. وكل ما وجوده مغاير لماهيته، فإنه يكون ممكنا لذاته، لا واجبا لذاته. على ما قررنا هذا الدليل، في بيان أن وجوده [تعالى [3] ] لا يجوز أن يكون غير ماهيته.
الثالث: إن كل متحيز منقسم، وكل منقسم فإنه محتاج إلى جزئه [4]
(1) من (ت)
(2) واجب الوجود (ط، س)
(3) من (ط، س)
(4) الجزء (ط)