اتفق [1] المحققون على أنه لا بد من رعاية أمور:
الشرط الأول:[أن من أتى بشيء من هذه الأعمال، ثم يكون شاكا فيه، لم ينتفع به. والسبب فيه وجوه:
الأول: [2] ] إن تأثيرات أرواح الكواكب أقوى من تأثيرات أجسادها، فإذا قوى الاعتقاد في صحة الأعمال صارت الأرواح البشرية معاضدة للأرواح العلوية، كما صارت المواد السفلية معاضدة للأجرام العلوية، فلا جرم تقوى التأثيرات. أما إذا لم يحصل الاعتقاد القوي، زالت المؤثرات الروحانية، وبقيت الجسمانية خالية عن الروحانيات فلا جرم ضعف الأثر، ولهذا السبب قال بطليموس: «علم النجوم منك ومنها» .
والسبب الثاني: إن الروحانيات العلوية مطلعة على ما في قلوبنا، وكما أن في هذا العالم من راجع ملكا، والتمس منه شيئا، ثم أنه ظهر لذلك الملك أن ذلك الرجل لا يثق بقوله، ولا يلتفت إلى فعله، فإنه ذلك الملك لا يسعى في تحصيل حاجته. فكذا هاهنا.
(1) الفصل الرابع في الشرائط الفلكية (ت) .
(2) من (ل) .