[289] الفصل السابع في أن تحسين العقل وتقبيحه هل هو معتبر أم لا [1] ؟
أطبقت المعتزلة والكرّامية على (إثبات تحسين العقل وتقبيحه. وأطبقت الفلاسفة والجبرية على) [2] إنكاره، والمختار عندنا: أن تحسين العقل وتقبيحه بالنسبة إلى العباد معتبر، وأما بالنسبة إلى الله تعالى فهو باطل.
أما إثباته في حق العباد فيدل عليه وجوه:
الأول: إنا نرى أن العقلاء قبل علمهم بالشرائع والنبوات مطبقين على حسن مدح المحسن، وحسن ذم المسيء. فإن من أحسن إلى محتاج، فإن ذلك المحتاج يجد من صريح عقله، حسن مدحه وذكره بالخير، ولو أساء رجل إليه فإنه يجد من صريح عقله حسن ذمه. وهذا الحكم حاصل، سواء كان ذلك الإنسان مؤمنا يصدق بالأنبياء أو لم يكن كذلك. فعلمنا أن هذا الحسن مقرر في عقولهم.
والثاني: إنه لا معنى للقبيح الشرعي إلا أن الشرع يقول له: إنك إن فعلت الفعل [3] الفلاني صرت معاقبا عليه، فيقول عقله: هل نقضي بوجوب
(1) الفصل العشرون [الأصل] .
(2) من (س) .
(3) الفعل (س) .