[167] الفصل السادس في حكاية دلائل نفاة الخلاء والجواب عنها احتجوا بوجوه:
الحجة الأولى: إن الخلاء الذي يفترض بين طرفي الطاس، أصغر من الخلاء الذي يفترض بين جداري [1] الصفة، وهذا الخلاء أصغر من الخلاء الذي يفترض بين جدارى المدينة، وهذا الخلاء أصغر من الخلاء الذي يفترض بين السماء والأرض. فهذا الخلاء قابل للمساواة والمفاوتة [2] فهو: موجود، وبعد، ومقدار. وذلك المقدار إما أن يكون [مقدارا [3] ] قائما بنفسه، مستقلا بذاته مغايرا لمقدار المتمكن، بحيث ينفذ فيه مقدار المتمكن ويداخله، وإما أن لا يكون كذلك، بل ليس ذلك المقدار [إلا مقدار [4] ] المتمكن والأول يوجب تداخل الأبعاد، وذلك محال. فبقي الثاني، وإذا ثبت هذا، ظهر أن الذي يظن أنه خلاء، فهو ليس بخلاء، بل هو جسم. فيكون الخلاء: ملاء، ولهذا المعنى قال الحكيم أرسطاطاليس: «الخلاء كاسمه خلاء» يعني: أنه لفظ خالي عن مفهوم [5] .
(1) طرفي (م) .
(2) واللامساواة (م) .
(3) سقط (ط، س) .
(4) من (س) .
(5) عن المعنى الصحيح (م، ت) .